الرئيسية
[33%] 
الشيخ الكلباني والعُوْد العراقي
يقول الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى: "لولا الخوف من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيتُ, يكون لهم المهنأ وعليّ الوزر".
وسُئل مالك عن مسألة فقال: لا أدري. فقيل له: إنها مسألة خفيفة. فغضب، وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قوله جل ثناؤه "إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً".
وقال سحنون: "أشقى الناس مَنْ باع آخرته بدنياه, وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره. فقال: تفكرت فيه فوجدته المفتي يأتيه الرجل قد حنث في امرأته فيقول له: لا شيء عليك؛ فيذهب الرجل فيستمتع بامرأته وقد باع المفتي دينه بدنيا هذا".
وأما الشيخ عادل الكلباني، إمام الحرم السابق، فيقول في إجابته عن سائل سأله إن كان بإمكانه أن يفتي بعد أن حفظ القرآن، وهو الآن يطلب السنة النبوية: الإفتاء ليس بالمهمة المستحيلة يا أيها الحبيب، لو سألتك ما حكم صلاة الجماعة، أو ما حكم شرب الخمر، القضية المشكلة في الإفتاء أن يفتي المرء في مسألة ليس عنده بها علم.
وحينما يقول الشيخ عادل إن الإفتاء ليس بالمهمة المستحيلة على شاب حفظ القرآن وبدأ في طلب السنة فإنه من المهم أن نتعرف على رأي الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - في المسألة نفسها.
فقد سُئِل الإمام أحمد - رحمه الله - أيفتي طالب العلم إذا حفظ مائة ألف حديث؟ قال: لا. قال: أيفتي إذا حفظ مائتي ألف حديث؟ قال: لا. قال: أيفتي إذا حفظ ثلاثمائة ألف حديث؟ قال: إني لأرجو أن يفتي هذا.
إنَّ شأن إمامة الحرمين الشريفين عظيم، ومكانتها كبيرة لدى المسلمين, بل وغير المسلمين أيضا. وحينما يتبنى شخص عُرِف عنه أنه كان إماماً للحرم في وقت من الأوقات، وما زال يتسمى بـ(إمام الحرم السابق), رأياً شاذاً يخالف فيه إجماع العلماء وإجماع المسلمين فإن ذلك لن يبقى رأياً شخصياً يمثله وحده، بل ستخرج فتواه تلك أو رأيه ذلك مذيَّلا بلقب (إمام الحرم السابق)، وإن كان لم يؤم الناس إلا شهراً واحداً, وستؤخذ فتواه من كثير من الناس، وخاصة من خارج هذه البلاد، على أنها تمثل الرأي السائد لعلماء الحرمين الشريفين, ولا شك أن هذا فيه تضليل وتدليس على الناس في دينهم.
لقد كانت فتوى تحليل المعازف والغناء التي أطلقها إمام الحرم السابق الشيخ عادل الكلباني نقطة سوداء، بعد أن أقحم الشيخ نفسه في أمر كان الأولى به تركه لغيره من أهل الرواية والقصاصين وشعراء الغناء؛ فأشغل نفسه وأشغل غيره من المسلمين في البحث عن أدلة واهية وتفسيرات شاذة من هنا وهناك؛ ليثبت بها أن المعازف والأغاني حلال! ويزيد الأمر سوءا إذا ما علمنا أن الكلباني نفسه كان إلى وقت قريب يلقي الخطب العصماء في تحريم الغناء والمعازف والتحذير من شرها.
وهذا التلوُّن والخلط الغريب في الفَهْم أساء إلى الشيخ من حيث لم يحتسب؛ فأسقط نفسه بيده, لا أقول من أعين محبيه من أهل القرآن فقط، بل كان أول الساخرين من تلك الفتوى العجيبة هم أهل الأغاني أنفسهم، بل لقد وجدتُ واقع الناس من حولي ممن يسمعون الأغاني يرفضون هذه الفتوى ويعجبون منها أشد العجب، وهذا من عجيب الأمور، فكم سمعنا عن مقترف للمعاصي بأنواعها يقبّل رأس الشيخ ابن باز بعد أن وعظه وحذَّره من شؤم المعاصي وخطرها؛ لأن من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.
ولو تدبّرنا ما صرّح به الشيخ عادل، دون أن نتعمد السخرية أو التهكّم، لأدركنا أنه لم يعد هناك ما يحول بينه وبين أن يقف وجهاً لوجه أمام كبار المغنين في أكبر مهرجانات الغناء العالمية، وهذا الأمر لا أقوله سخرية ولا استهزاء, بل هو حقيقة ما أفتى به الشيخ من أن الأغاني والمعازف حلال, وبالطبع فإنه إذا كان سماعها حلالاً فلا شك أن غناءها حلال أيضاً عند الشيخ عادل!
ومن أطرف ما قرأتُ من (المضحك المبكي) في موقع الشيخ عادل الكلباني هو ما صرَّح به أحد الشباب، الذي أرسل رسالة لعلها ساخرة, ذكر فيها أنه فرح بفتوى الشيخ عادل في إباحة الغناء فرحاً كبيراً؛ لأنه يحب الغناء، ويملك عوداً عراقياً من النوع الفاخر، ويريد أن يأتي إلى مسجد الشيخ عادل بعد الصلاة ليقدمه له هدية! ويسأل الشيخ إنْ لم يكن لديه مانع من ذلك؟!
يقول الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى: "لولا الخوف من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيتُ, يكون لهم المهنأ وعليّ الوزر".
وسُئل مالك عن مسألة فقال: لا أدري. فقيل له: إنها مسألة خفيفة. فغضب، وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قوله جل ثناؤه "إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً".
وقال سحنون: "أشقى الناس مَنْ باع آخرته بدنياه, وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره. فقال: تفكرت فيه فوجدته المفتي يأتيه الرجل قد حنث في امرأته فيقول له: لا شيء عليك؛ فيذهب الرجل فيستمتع بامرأته وقد باع المفتي دينه بدنيا هذا".
وأما الشيخ عادل الكلباني، إمام الحرم السابق، فيقول في إجابته عن سائل سأله إن كان بإمكانه أن يفتي بعد أن حفظ القرآن، وهو الآن يطلب السنة النبوية: الإفتاء ليس بالمهمة المستحيلة يا أيها الحبيب، لو سألتك ما حكم صلاة الجماعة، أو ما حكم شرب الخمر، القضية المشكلة في الإفتاء أن يفتي المرء في مسألة ليس عنده بها علم.
وحينما يقول الشيخ عادل إن الإفتاء ليس بالمهمة المستحيلة على شاب حفظ القرآن وبدأ في طلب السنة فإنه من المهم أن نتعرف على رأي الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - في المسألة نفسها.
فقد سُئِل الإمام أحمد - رحمه الله - أيفتي طالب العلم إذا حفظ مائة ألف حديث؟ قال: لا. قال: أيفتي إذا حفظ مائتي ألف حديث؟ قال: لا. قال: أيفتي إذا حفظ ثلاثمائة ألف حديث؟ قال: إني لأرجو أن يفتي هذا.
إنَّ شأن إمامة الحرمين الشريفين عظيم، ومكانتها كبيرة لدى المسلمين, بل وغير المسلمين أيضا. وحينما يتبنى شخص عُرِف عنه أنه كان إماماً للحرم في وقت من الأوقات، وما زال يتسمى بـ(إمام الحرم السابق), رأياً شاذاً يخالف فيه إجماع العلماء وإجماع المسلمين فإن ذلك لن يبقى رأياً شخصياً يمثله وحده، بل ستخرج فتواه تلك أو رأيه ذلك مذيَّلا بلقب (إمام الحرم السابق)، وإن كان لم يؤم الناس إلا شهراً واحداً, وستؤخذ فتواه من كثير من الناس، وخاصة من خارج هذه البلاد، على أنها تمثل الرأي السائد لعلماء الحرمين الشريفين, ولا شك أن هذا فيه تضليل وتدليس على الناس في دينهم.
لقد كانت فتوى تحليل المعازف والغناء التي أطلقها إمام الحرم السابق الشيخ عادل الكلباني نقطة سوداء، بعد أن أقحم الشيخ نفسه في أمر كان الأولى به تركه لغيره من أهل الرواية والقصاصين وشعراء الغناء؛ فأشغل نفسه وأشغل غيره من المسلمين في البحث عن أدلة واهية وتفسيرات شاذة من هنا وهناك؛ ليثبت بها أن المعازف والأغاني حلال! ويزيد الأمر سوءا إذا ما علمنا أن الكلباني نفسه كان إلى وقت قريب يلقي الخطب العصماء في تحريم الغناء والمعازف والتحذير من شرها.
وهذا التلوُّن والخلط الغريب في الفَهْم أساء إلى الشيخ من حيث لم يحتسب؛ فأسقط نفسه بيده, لا أقول من أعين محبيه من أهل القرآن فقط، بل كان أول الساخرين من تلك الفتوى العجيبة هم أهل الأغاني أنفسهم، بل لقد وجدتُ واقع الناس من حولي ممن يسمعون الأغاني يرفضون هذه الفتوى ويعجبون منها أشد العجب، وهذا من عجيب الأمور، فكم سمعنا عن مقترف للمعاصي بأنواعها يقبّل رأس الشيخ ابن باز بعد أن وعظه وحذَّره من شؤم المعاصي وخطرها؛ لأن من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.
ولو تدبّرنا ما صرّح به الشيخ عادل، دون أن نتعمد السخرية أو التهكّم، لأدركنا أنه لم يعد هناك ما يحول بينه وبين أن يقف وجهاً لوجه أمام كبار المغنين في أكبر مهرجانات الغناء العالمية، وهذا الأمر لا أقوله سخرية ولا استهزاء, بل هو حقيقة ما أفتى به الشيخ من أن الأغاني والمعازف حلال, وبالطبع فإنه إذا كان سماعها حلالاً فلا شك أن غناءها حلال أيضاً عند الشيخ عادل!
ومن أطرف ما قرأتُ من (المضحك المبكي) في موقع الشيخ عادل الكلباني هو ما صرَّح به أحد الشباب، الذي أرسل رسالة لعلها ساخرة, ذكر فيها أنه فرح بفتوى الشيخ عادل في إباحة الغناء فرحاً كبيراً؛ لأنه يحب الغناء، ويملك عوداً عراقياً من النوع الفاخر، ويريد أن يأتي إلى مسجد الشيخ عادل بعد الصلاة ليقدمه له هدية! ويسأل الشيخ إنْ لم يكن لديه مانع من ذلك؟!
